تحركات تفاوضية مرتقبة في القاهرة أو الدوحة لبحث المرحلة الثانية
نشر بتاريخ: 2025/12/17 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 20:34)

لم تُقنع التصريحات الأميركية حركةَ  (حماس) بشأن العملية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والتي استهدفت اغتيال القيادي البارز في “كتائب القسام” رائد سعد، سواء من حيث علم واشنطن المسبق بالهجوم أو في توصيفه كخرق لوقف إطلاق النار.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر في الحركة قولها إن التصريحات الأميركية المتناقضة لا يمكن اعتبارها “صك براءة” لإسرائيل، مؤكدة أن قيادة حماس ترى أن الولايات المتحدة تواصل توفير غطاء سياسي للاحتلال عبر تبرير خروقاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ورغم ذلك، أشارت المصادر إلى أن الحركة تعمل على ترتيب جولة مفاوضات غير مباشرة خلال الفترة المقبلة، في مصر أو قطر، في ظل اتصالات ومشاورات متواصلة مع الوسطاء حول تطورات الأوضاع في القطاع وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية بما يضمن تنفيذها بسلاسة.

وبحسب المصادر، تتواصل المحادثات بين الوسطاء وقيادة الحركة عبر لقاءات مباشرة واتصالات غير مباشرة، جرت في القاهرة والدوحة وإسطنبول، أحيانًا بحضور ثنائي أو ثلاثي للوسطاء، وأحيانًا مع طرف واحد، ضمن تنسيق كامل ومشترك بين جميع الأطراف.

وبيّنت المصادر أن هناك مساعٍ لعقد جولة تفاوضية غير مباشرة بمشاركة وفد إسرائيلي وبحضور أميركي، بما يعزز فرص الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب، بهدف الدفع نحو تنفيذ خطته لتحقيق الاستقرار.

وأضافت أن جدول النقاشات لا يقتصر على ملف سلاح المقاومة، بل يشمل قضايا الإعمار، واليوم التالي لإدارة القطاع، ومهام لجنة التكنوقراط، وفتح معبر رفح، ورفع الحصار الكامل، والانسحاب من غزة، إضافة إلى ملف القوة الدولية، مؤكدة أن مسألة خروج قيادات حماس من القطاع لم تُطرح ولن تكون ضمن المباحثات.

وأكدت المصادر أن الاتصالات الجارية لا تعكس حالة جمود في المفاوضات، لافتة إلى تبادل أفكار ومقترحات متعددة بشأن القضايا الجوهرية، إلى جانب استمرار الاتصالات الداخلية بين حماس والفصائل الفلسطينية، مع تكثيف الجهود لعقد حوار وطني في القاهرة قريبًا.

وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية، أوضحت المصادر أن التحركات الأميركية مستمرة، مع نقل رسائل عبر الوسطاء لضمان إنجاح الاتصالات وتسريع وتيرة المفاوضات، من خلال بحث مقترحات تتعلق بسلاح المقاومة، والقوة الدولية، وآليات حكم القطاع.

وأكدت حماس، وفق المصادر، انفتاحها—بالتوافق مع الفصائل—على أي مقترحات “عادلة” تكفل الحقوق الفلسطينية، وتمنع فرض وصاية أو احتلال بصيغ جديدة، أو تمكين إسرائيل من الانفراد بالقيادات والنشطاء، أو التهرب من استكمال الانسحاب والسيطرة على مقومات الحياة في القطاع.

وحول ما أُثير بشأن احتمال تولي المبعوث الأممي السابق نيكولاي ميلادينوف دورًا في مجلس تنفيذي لما يُعرف بـ“مجلس السلام”، أفادت المصادر بأن الحركة لم تتلقَّ تأكيدًا رسميًا، مشيرة إلى تداول أسماء عدة بعد استبعاد توني بلير، ومؤكدة عدم ممانعة الحركة التعامل مع ميلادينوف ضمن إجماع وطني وعربي ودولي يضمن الحقوق الفلسطينية.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أن حماس تعوّل على تغيير مقاربة الإدارة الأميركية لملف سلاحها، عبر أفكار تشمل تجميد استخدامه أو إيداعه لدى جهة متفق عليها دون المساس به، مؤكدة انفتاح الحركة على التعامل مع جميع الأطراف بما يخدم القضية الفلسطينية وتوسيع علاقاتها الإقليمية.