تحليلات إسرائيلية : 5 مطالب سيطرحها نتنياهو وليس مؤكدا أن يقتنع ترامب بها
نشر بتاريخ: 2025/12/28 (آخر تحديث: 2025/12/28 الساعة: 19:56)

متابعات: تدعي تقارير إسرائيلية أنه عشية لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع رئيس  حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، غدا الإثنين، تتزايد ضغوط واشنطن على إسرائيل من أجل بدء المرحلة الثانية من خطة ترامب في قطاع غزة، وتنفيذ إسرائيل انسحابات أخرى من القطاع ومن لبنان من دون نزع سلاح حماس وحزب الله.

واعتبر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الأحد، أن مهمة نتنياهو خلال اللقاء مع ترامب ستكون عدم التوصل إلى تفاهمات كهذه. وحسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، فإن قسما من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يعتبرون أن العلاقات بين نتنياهو وترامب "جيدة وحميمة أكثر مما ينعكس ذلك في وسائل الإعلام، وأن ترامب يهتم فعلا بأمن إسرائيل ومواطنيها".

وأضاف أنه خلال مداولات جرت تمهيدا للقاء نتنياهو مع ترامب، قدم مسؤولون أمنيون الحد الأدنى من المطالب التي من شأن تحقيقها أن يكون حيويا لأمن إسرائيل في السنوات المقبلة، وصيغت على شكل مبادئ وليس مطالب أمنية. وسيطلب نتنياهو من ترامب أن يؤيد هذه المبادئ ويدعمها سياسيا وعسكريا في جميع الجبهات. لكن ليس مؤكدا أبدا أن يوافق ترامب عليها.

وتابع بن يشاي أن نتنياهو سيحاول تقليص تأثير قطر وتركيا على ترامب، "وضمان المساعدات الأميركية من أجل الحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي، وفرض قيود على تزويد أسلحة حديثة لقطر وتركيا والسعودية".

وسيطرح نتنياهو أمام ترامب "خمسة مبادئ"، بموجب توصية مسؤولين أمنيين، أولها نزع سلاح حماس وحزب الله وغيرها من المنظمات المسلحة. وثانيها، "تفكيك وتدمير البنية التحتية العسكرية فوق وتحت الأرض، بحيث لن يكون بالإمكان استئناف القتال". والمبدأ الثالث، "منع ترميم القدرات العسكرية". والمبدأ الرابع، "إقامة أنظمة إنفاذ دولي تنفذ نزع السلاح ومنع إعادة بناء قدرات عسكرية". والمبدأ الخامس، "ضوء أخضر أميركي لإسرائيل بأن تعمل بشكل مستقل ومن دون حاجة لتنسيق مسبق في كل مرة ترصد فيه إسرائيل خرقا لهذه الطالب" الإسرائيلية.

وحسب بن يشاي، فإنه إذا طالب ترامب نتنياهو بأن تنفذ إسرائيل انسحابات من قطاع غزة، أوصى المسؤولون الأمنيون بأنه "طالما لم يتم نزع سلاح حماس والمنطقة التي تسيطر عليها في غرب القطاع، فإن الجيش لن ينفذ انسحابا آخر".

وفيما يتعلق بلبنان، سيطالب نتنياهو ألا يكون هناك وجودا مسلحا لحزب الله في جنوب لبنان، وألا يسعى حزب الله إلى ترميم قدراته في جنوب وشمال نهر الليطاني، وتفكيك قدراته الصاروخية، وأن "توضح الحكومة اللبنانية أنها بشكل قاطع لحزب الله أنها تريد السلام مع إسرائيل، وأنه لا مكان لمنظمات مسلحة باستثناء الجيش اللبناني".

وتطالب إسرائيل أيضا "باستمرار حرية العمل بشكل كامل ومستقل في لبنان"، حسب بن يشاي، ويرجح أن يقول نتنياهو لترامب إن إسرائيل "ستشدد القتال من أجل إرغام الحكومة اللبنانية على تفكيك حزب الله"، بينما يعتبر الجيش أن "ترامب يسيطر على تمويل لبنان وإعادة إعماره، ولذلك فإن تأثيره على الحكومة اللبنانية ومؤيديها في العالم هو أمر حاسم. ولا يزال من غير الواضح إذا كان ترامب سيقتنع بأقوال نتنياهو وكيف ستكون السياسة التي سيمليها"، حسب بن يشاي.

وفيما يتعلق بإيران، فإن إسرائيل تطالب باتفاق دولي يلغي البرنامج النووي، ويقيد تطوير ونشر الصواريخ والطائرات المسيرة، ويمنع هيمنة إيران بواسطة أذرعها، وأن يشمل اتفاقا كهذا "إشرافا دوليا متطفلا ومتواصلا".

وأشار بن يشاي إلى أن التقديرات في إسرائيل هي أن ترامب معني بالامتناع عن مواجهات في الشرق الأوسط، وأن هدفه الإستراتيجي الأعلى هو إنهاء الحروب في المنطقة، "ولذلك يتخوفون في أجهزة الاستخبارات من ’اتفاق سيئ’ مع إيران. وعلى إثر ذلك، أوصى جهاز الأمن أمام نتنياهو بالسعي خلال لقائه مع ترامب إلى تحقيق هدفين: منع توقيع اتفاق سيئ مع إيران، وإذا لم يتم التوصل إلى ’اتفاق جيد’ أن يبحث نتنياهو مع ترامب حول سبل لمواجهة إيران".

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن لقاء نتنياهو مع ترامب "لا ينذر بالضرورة بمواجهة علنية بينهما. إذ لديهما أسباب للتعاون. وترامب بحاجة إلى نتنياهو كي يدفع ما يسعى إلى استعراضه على أنه الإنجاز الكبير لسياسته في المنطقة، أي الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة. وهذا يفترض أن يحدث بحلول منتصف الشهر المقبل. وإلى جانب ذلك، يتعين على نتنياهو الامتناع عن صدام مع ترامب، لأن أي صدام كهذا سينعكس سلبا على وضعه السياسي المهلهل داخليا".

وأضاف أنه خلافا لخلافات نتنياهو مع الرئيس السابق، جو بايدن، فإن "الخصام أخطر مع ترامب. وسيتعين على نتنياهو أن يحاول الحصول على تعويض من ترامب مقابل التنازلات المطلوبة منه في قطاع غزة. والآن، من الصعب رؤية احتمال كبير لسيناريو ينجح فيه بإقناع ترامب ألا يتقدم نحو المرحلة الثانية، على الرغم من الخطر الواضح أن تستمر حماس في التمسك بالحكم وبقوتها العسكرية إلى الغرب من الخط الأصفر في القطاع".

وأشار هرئيل إلى أن ضباط الجيش الإسرائيلي الذين على اتصال مباشر مع ضباط القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم) الذين يديرون القاعدة التي أقاموها في كريات غات، "يصفون سيطرة تكاد تكون مطلقة للولايات المتحدة بالأحداث. والضباط الأميركيون ضالعون مسبقا بأي خطوة إسرائيلية تقريبا، ويتعقبون أي شاحنة تدخل مساعدات إنسانية إلى القطاع ويمارسون ضغطا دائما على الجيش الإسرائيلي من أجل تنفيذ التعهدات الإسرائيلية".

وبحسبه، فإنه "يتوقع أن يتزايد الضغط الأميركي على إسرائيل، وأن يكون مركز أكثر، بعد دخول المرحلة الثانية إلى حيز التنفيذ وقبيل نشر القوة الدولية. وإسرائيل لا تزال متشككة، لكن على الأرجح أنه يفضل نتنياهو أن يرى هذه العملية تفشل لأسباب أخرى، ومن دون أن يتهم بعدم التعاون".