اليوم السبت 14 يونيو 2025م
عاجل
  • مصادر إيرانية: الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في أجواء طهران
  • القناة 13 العبرية: إجلاء بعض عائلات وزراء في الحكومة إلى أماكن سرية خشية استهدافهم من قبل إيران
  • تفعيل الدفاعات الجوية في مدينة أصفهان الإيرانية للتصدي لهجمات إسرائيلية
  • الرئيس الإيراني: لن نفاوض بشأن الملف النووي اذا استمرت الهجمات الإسرائيلية
  • التلفزيون الإيراني: هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة على "إسرائيل" خلال ساعات
  • مصادر إيرانية: إسقاط مُسيّرة إسرائيلية في مدينة دزفول الإيرانية
  • مراسل الكوفية: آليات الاحتلال تُطلق النار باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة
إصابة شاب جراء اعتداء جنود الاحتلال عليه بالقرب من حاجز شمال جنينالكوفية تطورات اليوم الـ 89 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية مصادر إيرانية: الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في أجواء طهرانالكوفية القناة 13 العبرية: إجلاء بعض عائلات وزراء في الحكومة إلى أماكن سرية خشية استهدافهم من قبل إيرانالكوفية التلفزيون الإيراني: هجمات عنيفة ومدمّرة على إسرائيل خلال ساعاتالكوفية تفعيل الدفاعات الجوية في مدينة أصفهان الإيرانية للتصدي لهجمات إسرائيليةالكوفية الرئيس الإيراني: لن نفاوض بشأن الملف النووي اذا استمرت الهجمات الإسرائيليةالكوفية إخلاء مقر جهاز "الموساد" وقيادة الأركان العامة لجيش الاحتلالالكوفية التلفزيون الإيراني: هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة على "إسرائيل" خلال ساعاتالكوفية مصادر إيرانية: إسقاط مُسيّرة إسرائيلية في مدينة دزفول الإيرانيةالكوفية مراسل الكوفية: آليات الاحتلال تُطلق النار باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزةالكوفية التلفزيون الرسمي الإيراني: هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة متوقعة ضد إسرائيل خلال ساعاتالكوفية جيش الاحتلال يعلن بدأ هجوم واسع النطاق على إيرانالكوفية بدء العودة التدريجية للإنترنت في مدينة غزة وشمال قطاع غزةالكوفية وسائل إعلام إيرانية: تفعيل أنظمة الدفاع الجوي بمدينة أرومية شمال غربي إيرانالكوفية يديعوت أحرونوت عن الإسعاف الإسرائيلي: 3 قتلى و201 مصاب حصيلة الهجوم الإيرانيالكوفية القناة 12 العبرية: الحرب على إيران دخلت مرحلة جديدةالكوفية الاتصالات الفلسطينية: بدء استعادة خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية بشكل تدريجي في محافظتي غزة والشمالالكوفية مسؤول أمني "إسرائيلي": أخلينا قاعدة 8200 ومقر الموساد قرب "تل أبيب"الكوفية مراسل الكوفية: مدفعية الاحتلال تقصف حيي المحطة والسطر الشرقي في خانيونس جنوب قطاع غزةالكوفية

"حقائق الحياة الصغيرة".. رواية حول حياة العراقي في ثمانينيات القرن الماضي

10:10 - 06 مارس - 2021
الكوفية:

يسرد الروائي العراقي لؤي حمزة عباس تفاصيل مؤلمة تجسد صراع الإنسان مع  الحكم الديكتاتوري، وخضوع الإنسان للظلم، واصفا هيئتي الديكتاتور والإنسان المقموع، في روايته ”حقائق الحياة الصغيرة“ الصادرة عن دار المتوسط 2021.

وتسرد الرواية تفاصيل حقبة زمنية في حياة العراقي، خاصة بمدينة البصرة، في ثمانينيات القرن الماضي، ويكون الجرذ بصغره ودقة تفاصيله، إحدى أهم ركائز العمل، حيث يستخدمه الكاتب كصديق ورفيق لشاب عراقي في مقتبل عمره، وتمر السنوات بتفاصيلها الخفية، وقطعها الصغيرة ويومياتها، ومواقف المدرسة والبيت والشارع، ليكون الشاب والجرذ، باختلاف العاطفة والحس لدى كل منهما، شاهدين على مرحلة عصيبة في حياة العراقي، تخلل ذلك الحروب، وما انطبع من نظام الحكم وقتها على المواطن، حيث المنع المستمر للحريات والقمع، والتعرض للمساءلة والتعذيب دون سبب متعلق بالقانون.

تحمل الرواية في هذا السياق طابعا فلسفيا مثيرا، بما تملكه من عدسات متنوعة في رؤية وتفسير الأشياء الصغيرة، تلك الصغائر هي الحقيقة بكل ما تحمله من شمولية وهيمنة، على الرغم من صعوبة صقل حقيقة موحدة، لتنوع الرؤى والمفاهيم. لكن يمكن ملامسة ذلك السكوت الكامل، لشعب بأكلمه، فقط لأن صوت السوط يرهب، ورائحة وصوت البارود تسكتان ثورة الجسد المقموع.

أما تعمد الكاتب شطب اسم بطل روايته، فهو بذلك يمنحه الرمز x على غرار إنسان كافكا المسخ، الذي تجرد من كافة المشاعر الممكنة والمتوقعة، وتحول إلى جسد متحرك يلاحق الأشياء كما هي، دون أن يحمل حرية لإعمال العقل والتفكير في حقائق الحياة الصغيرة. كما أن إخفاء الاسم للشخصية، يأتي في إطار تعميم التجربة الإنسانية، بحيث يصلح هذا المشروع البنيوي لكل شخص.  هذا الإنسان المنكس الممنوع من إطلاق صوته، هو صنعة الدكتاتور، ونظام الحكم المتسلط، القاهر للإنسان، في أي وقت وأي مكان.

ويحاول الكاتب العراقي أن يدمج بين الواقع المرير المذكور، والخيال الأدبي، باختلاق مشاهد مؤثرة تعبر عن رؤيته وتفسيراته للأحداث. فحين يتمكن الحاكم القاهر من صنع جيشه المأمور، من الإنسان الجرذ الذي ينفذ ولا يجادل، ويطيع فلا يرفض، فإن هذا النظام لا يدور في دائرة واحدة، فقد ينطلق موكب الجرذان فجأة، ليلبي رغبته وغريزته، ويكون من يدفع ثمن هذا التجهيز السيئ هو الإنسان. فمن حديث الجندي للجرذ كما ورد في الرواية ”أنت ظلي وصورتي، ملاكي الحارس ومرآتي“.

 صبارة شوكية

تمكن لؤي حمزة عباس من نقل مشاهد كثيرة تعطي انطباعا عن المجتمع البصراوي في تلك الفترة، وعن الجدات والقصص التي كن يروينها، والأساطير التي عاش عليها المرء في تلك المرحلة. كما ينقل بإتقان صورة الشارع البسيط والإنسان في عصر ساد فيه صوت الرصاص، وينقل أفكار الطفولة والقصص المشوقة، فيما يترصد الكاتب بين هذا كله، ملامح الحب في المدينة الحارة، حين يقرنه بصبارة شوكية تتوجها زهرتها، كمقاومة للعنف في العالم. هذا التجريد للأجساد والأفكار الذي مارسه عباس، يربط ما بين مأساة جرذ صغير، تلاحقه المدينة دوما لقتله، ومأساة أي مرء مسحوق، من خلال إضاءات متعددة على المنطقة المعتمة، الموهوبة للنسيان.

يمكن تصنيف الرواية من فئة أدب الديكتاتورية، بما تكشف عنه من صراع بين الإنسان والحاكم الديكتاتور. وتحمل في طياتها روح الفضح للديكتاتور، الذي صبا إليه غابرايل غارسيا ماركيز في روايته ”مئة عام من العزلة“، فهو يعري هيكل الحاكم الظالم بتوصيفه المتقن كما تحقق لدى الروائي عباس، كما تتحقق رمزية الجرذ في هذا السياق أيضا، إذ إن من يقدم على سحق الجرذ بإمكانه سحق شعب بأكمله.

ويتقصد عباس من إجراء عملية التكبير لأجزاء من المشاهد، حيث يصور كيف يحزن الشاب حزنا شديدا على موت الجرذ بدهسه تحت عجلات السيارة، ويرتكز هنا على التلميح لما هو أكبر شراسة، حين يتعامل الجيش التابع للحاكم مع الإنسان، هذه العجلات تكون دوائر موت عندئذ.

كما تضيء رواية عباس على سياسة مسح الإنسان من داخله، وإحراق حواسه، بجعله على الطوال مسخا، لا يحرك ساكنا، في ما أورده من مقارنات خفية، لحظة إطلاق الرصاص على الجرذ لقتله.

فيما يركز الكاتب على قصص الجدات والأساطير، التي تفيد بأن هناك فئة من البشر يعيشون بذيول، في جانب تدعيمي لفكرة تحول المرء إلى كائن ممسوخ ضعيف في ظل التجبر من الحاكم.

بهذه الطريقة تحول الإنسان في القرن العشرين في البصرة إلى شخص مسلوب القدرة على تمثيل ذاته، ليعود إلى صيغة الجرذ، بعاطفته وحواسه، ونظرته المحاصرة للعالم كوحدة تركيبية، تعد من الأقزم والأصغر في تركيب الكائنات الحية، إنه الجرذ.

حوار داخلي

يعتمد هذا النوع من الروايات الذي يقوم على المونولوج الحواري الجواني التوصيفي، على تكثيف الرؤية تجاه موضوع واحد، ويستل أدوات عدة من الواقع والقصة الشعبية والخرافات وكذلك الفانتازيا، ليدعم الفكرة التي يعمل عليها. وما أعطى لشخصية الكاتب عباس عمقا أكبر هو رصده للأحداث المصبوبة على كاهل المجتمع العراقي إبان الحرب مع إيران، وما يدور في الأجزاء الصغيرة على هامش تلك الحرب، ليؤكد أن هنالك أكثر من رواية لكل حدث.

صوت الظالم والمظلوم، البيئة والتجهيز، السبب والمسبب، وكيف تدور طاحونة القمع، ومآل استمرارها، هذا كله وصف لؤي حمزة عباس من خلال لغة متقنة عفوية ومبسطة، بأسلوب ذكي ومشوق، امتدت مشاهده على مدى 120 صفحة من القطع المتوسط.

"إرم"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق