في ذكرى استشهاد القائد الوطني خليل الوزير.. قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن “الشهيد القائد خليل الوزير ‘أبو جهاد’، الذي نستحضر اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاده، كان من أبرز من أسّسوا مرتكزات الوعي التنظيمي والوطني في حركة فتح، ومن أوائل من اجتهدوا في تحويل التجربة الفلسطينية من حالة تشتّت إلى مشروع تحرري منظم، يستمد شرعيته من نبض الشارع الفلسطيني، ويستلهم أدواته من عمق المعاناة ومسؤولية الحلم.”
وأكد دلياني أن ذكرى استشهاد الشهيد القائد “أبو جهاد” ليست استذكاراً عاطفياً لرمزٍ ثوري فحسب، بل هي وقفة تأمل فكري في تجربة رجلٍ استطاع أن يجعل من فكرة الكفاح الوطني منهجية نضالية متكاملة. لقد انطلق من إيمانه بأن التحرير مسار طويل يتطلب بناء الإنسان، وتنظيم الطاقات، وترسيخ القيم الوطنية التي تمنح للثورة معناها الأخلاقي والسياسي في آن واحد.
وأشار دلياني إلى أن الشهيد القائد “أبو جهاد” شكّل رافعة فكرية وتنظيمية حيوية لحركة فتح، حين أعاد تعريف العلاقة بين الكفاح الشعبي والأطر الوطنية، وبين النضال الواعي والقرار السياسي المستقل. ولم يكن حضوره محصوراً في العمل الميداني، بل تجاوزها إلى صياغة منظومة فكرية تُحاكي تعقيدات الواقع الفلسطيني وتُمهّد لبنية نضالية جامعة قادرة على الاستمرار والتكيّف مع المتغيرات من دون التخلي عن الثوابت.
وفي حديثه عن واقع حركة فتح وتحدياتها الراهنة، شدّد دلياني على ضرورة العودة الواعية والعميقة إلى مدرسة الشهيد القائد “أبو جهاد”، لا من باب الحنين العاطفي، بل من منطلق الحاجة التاريخية لإعادة ضبط البوصلة، وصياغة مشروع وطني معاصر يستلهم جوهر فتح في انطلاقتها الأولى، ويستند إلى الإرادة الجماعية لشعبنا باعتبارها المصدر الأصيل للشرعية السياسية والنضالية.
وأضاف القيادي الفتحاوي: “لقد أودع الشهيد القائد ‘أبو جهاد’ بين أيدينا مفاتيح المرحلة، وتركها أمانةً في أيدي أبناء فتح الذين يمتلكون الإيمان بالرسالة، والصدق في الفكرة، والطموح في إعادة الاعتبار لحركة فتح، كأعظم حركة تحرر وطني في التاريخ الحديث. حركة لا تقبل أن تُدار بمنطق الأوامر، بل تُعاد صياغتها بالشراكة الواعية، والمساءلة الجادة، والرؤية التي تحتضن التنوع ضمن وحدة الهدف والمصير.”
وختم دلياني بالقول: “إرث الشهيد القائد ‘أبو جهاد’ مسؤولية نُحمّلها لأجيال فتح القادمة. هو دعوة دائمة لإعلاء العمل الوطني على ما سواه، ولترسيخ فتح كحركة وعي وهوية وقيادة، وكجسر عبور نحو حريةٍ طال انتظارها، لكنها تظل وعداً قابلاً للتحقيق ما دامت فينا روحه، وحكمته، واستبصاره العميق بالمستقبل.”