واشنطن - شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن تظاهرات حاشدة تصدّرت فيها القضية الفلسطينية المشهد، إذ لوّح آلاف المحتجين بالأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات غاضبة تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب بوقف الدعم الأمريكي لتل أبيب.
وامتلأت محيط البيت الأبيض بلافتات كتب عليها "فلسطين حرة"، في مشهد عكس عمق الغضب الشعبي من المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في القطاع.
وارتدى كثير من المتظاهرين الكوفية الفلسطينية، في تعبير رمزي عن التضامن مع شعب يواجه القصف والتهجير منذ عام ونصف.
وشكّلت الهتافات المؤيدة لغزة النبض الأعلى في المسيرة، إذ صدحت أصوات المتظاهرين بإدانة الدعم العسكري الأمريكي لـ "إسرائيل"، ووصف كثيرون السياسات الرسمية بأنها تواطؤ مباشر في قتل الأبرياء وتشريدهم.
ورفعت التظاهرات منسوب الضغط الشعبي على الإدارة الأمريكية، التي تواجه انتقادات حقوقية متصاعدة بسبب موقفها من الحرب.
ويشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بدعم وتواطؤ أمريكي مطلق، منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين أول 2023، أدت لاستشهاد آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط حصار خانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما دفع منظمات دولية لوصف غزة بأنها "مقبرة جماعية".
ومع تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير/ كانون الثاني 2025، لم تختلف الخطة الأمريكية الداعمة لـ "إسرائيل" في عدوانها على غزة، بل زادت وتيرها.
إذ أعلن ترامب في فبراير/ شباط، أعلن ترامب عن خطة مثيرة للجدل تقضي بـ"استحواذ" الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، متجاهلاً القانون الدولي الذي يحظر التهجير القسري، ومقترحًا ترحيل نحو مليوني فلسطيني إلى دول مجاورة، وهو ما قوبل برفض واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي .
ورغم إعلان ترامب عن رغبته في إنهاء الحرب، إلا أن إدارته فشلت في الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي، حيث استؤنف العدوان العسكري الإسرائيلي بدعم أمريكي، مما زاد من معاناة سكان غزة.