الكوفية:شهدت إسرائيل ليلة دموية ثانية تميّزت بالخوف والهلع من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، في ظل وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي، وأدت إلى مقتل 10 إسرائيليين على الأقل، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
وأفادت تقارير أوليةعن إصابة معهد أمني سري في مدينة رحوفوت وسط البلاد، في وقتٍ قُدِّر فيه عدد الإسرائيليين الذين قضوا ليلتهم في الملاجئ بأكثر من 7 ملايين شخص، نتيجة ست موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية.
وفي السياق، كتب المحلل الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "الشيعة مستعدون للمعاناة، والتاريخ يثبت ذلك. يجب علينا تقليص الخسائر واللجوء لاتفاق معقول، وإلا سنضطر للتوسل لوقف إطلاق النار ولن تقبل إيران بذلك"، محذرًا من استمرار التصعيد الذي قد يُكلف إسرائيل أثمانًا باهظة.
بدوره، قال زوهار بالطي، الرئيس السابق لشعبة المعلومات في الموساد، في مقابلة مع القناة 12 العبرية، إنّ إسرائيل تخوض لأول مرة منذ 1973 حربًا مباشرة مع دولة عدو، داعيًا إلى الحذر من الإفراط في النشوة الميدانية، خاصة أن المشروع النووي الإيراني لم يُدمّر أو يُبطأ حتى اللحظة، رغم استهداف قادة عسكريين إيرانيين تم استبدالهم فورًا.
من جانبه، علّق الكاتب والمحلل أحمد الصفدي على ما يجري، مؤكدًا أن التصعيد الحالي يطال المنطقة بأكملها، وليس إسرائيل وحدها، مشيرًا إلى مشاهد الدمار في تل أبيب ورحوفوت والتي تُشبه ما شهدته مخيمات غزة من أنقاض وخراب.
وأكد الصفدي أن أكثر من 300 عائلة إسرائيلية باتت بلا مأوى، في ظل انهيار مبانٍ شاهقة من 32 طابقًا، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُدير الأزمة من مخبأ تحت الأرض في القدس، محاولًا طمأنة الشارع الإسرائيلي بينما يتوارى عن الأنظار.
وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس"، حذر المستشرق الإسرائيلي د. تسفي بارئيل من أن الخطاب السياسي الإسرائيلي الذي يدعو لإسقاط النظام في إيران ويحث الشعب الإيراني على الانتفاض، قد يُقابل بردٍ إيراني أكثر تطرفًا، معتبرًا أن طهران قد ترى في هذا التهديد خطرًا وجوديًا يدفعها لتصعيد غير مسبوق.
ختامًا، دعا العديد من المحللين والمسؤولين الإسرائيليين إلى التحرك العاجل نحو اتفاق لاحتواء الأزمة، محذرين من أن استمرار الحرب قد يخرج عن السيطرة ويُكبد إسرائيل أثمانًا لم تشهدها من قبل.