اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025م
بدء دخول قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة إلى الجانب الليبي من الحدود مع تونسالكوفية قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية تجاه المواطنين محيط جسر وادي غزة وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يعيدون بناء بؤرة استيطانية على أراضي سنجل شمال رام اللهالكوفية الاحتلال يسلم 4 إخطارات بالهدم ووقف البناء في قلقيليةالكوفية مستوطنون يهددون بهدم أكثر من 20 منزلا في اللبن الشرقية بنابلسالكوفية الاحتلال يخطر بهدم أكثر من 100 منزل في مخيم جنينالكوفية غولان: حكومة نتنياهو لا تمثل الإسرائيليين ويجب إنهاء حرب غزةالكوفية عائلات أسرى الاحتلال بغزة: المصالح السياسية أعاقت إطلاق سراح أبنائناالكوفية حزب شاس: سنصوت الأربعاء لصالح مشروع قانون حل الكنيستالكوفية شهيدان جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة المساعدات شمال مخيم البريجالكوفية طائرات الاحتلال المسيرة تلقي قنابل محيط مسجد الدعوة شرق النصيرات وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعيالكوفية قوات الاحتلال تجبر عددا من المواطنين على مغادرة منازلهم خلال اقتحام البلدة القديمة وسط نابلسالكوفية مستوطنون يشعلون النيران بسيارة في بلدة إماتين قضاء قلقيلية ويخطون شعارات عنصرية على الجدرانالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال محيط الهلال الأحمر غرب دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية 3 شهداء جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في منطقة الإقليمي بمواصي خانيونسالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل غاز خلال اقتحام محيط البلدة القديمة في نابلسالكوفية مصابون جراء قصف مدفعي إسرائيلي قرب عمارة اللولو شمال مدخل مخيم البريج وسط القطاعالكوفية جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شرق جباليا البلد شمال غزةالكوفية قصف مدفعي على شارع السكة في حي الزيتون شرق غزةالكوفية طائرات الاحتلال المسيرة تشن غارة على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية

 محمود الغرباوي.. "المناضل الشاعر"

07:07 - 29 مايو - 2020
عبد الناصر فروانة
الكوفية:

أتردد كثيراً قبل الكتابة عن الشهداء، ويزداد التردد حين أرغب في الكتابة عن شهداء أعرفهم عن قرب، أو عايشتهم بين جدران السجون. وشكّلوا لي ولأجيال كثيرة مدارس ونماذج تُحتذى في الوعي والسلوك. ومحمود الغرباوي واحد منهم.

محمود محمد الغرباوي (61 عاماً) من المؤسسين الأوائل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة، وعضو مكتبها السياسي، وأحد رجالات الزمن الجميل. مَن لا يَعرفه لا يعرف الجبهة الشعبية، ولم يقرأ تاريخها ونشأتها، ولم يتصفح أدبياتها ونشراتها، ولا الحركة الوطنية الأسيرة، ونضالاتها ورموزها.

محمود. ثائر فلسطيني، قبل أن يكون قائد جبهاوي وجماهيري، وهو نموذج للأسرى بمختلف انتماءاتهم، في وعيه وسلوكه وقلمه الرائع. أمضى عقدين وما يزيد من الزمن في سجون الاحتلال، على أربع فترات، فكان من بُناة الحركة الوطنية الأسيرة الأساسيين، وأحد أعمدتها الراسخة، ومسئول اللجنة السياسية في اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم البريج.

كتب الشعر داخل السجن وخارجه ويُعتبر من رواد شعراء المقاومة وأدب السجون. ينتمي لعائلة مناضلة تسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة، ذاق أفرادها مرارة الأسر من قبل، وقدمت الشهداء. متزوج وأب لابنتين. بعد تحرره في متصف التسعينيات، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

تعرض محمود للاعتقال أربع مرات. أولها عام 1970. فقضى اثنين وعشرين عاماً، متنقلاً بين غرف السجون الإسرائيلية تارة، وزنازين العزل الانفرادي وغرف التحقيق تارة أخرى. فتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي.

لقد تعرفت إلى هذا المناضل، بعد تحرره من الاعتقال الثاني عام 1982، حينما فتح "مكتبة الجماهير" بالقرب من مدرسة الزهراء الثانوية، بالقرب من محل سكناي في حي بني عامر العريق بمحلة الدرج. كانت مكتبة محمود تضم أفضل الكتب والمنشوات والكاسيتات الثورية. ثم تعمقت علاقتي به بعد ذلك في فترة سجن أخرى، بين جدران سجن غزة المركزي.

هادئ إلى حد بعيد. غير مغرم بالكلام، فترى كلماته تخرج من بين شفتيه بصعوبة. لكنك إن سمعتها لا تنساها. لذا فقد كنا نتسارع للاقتراب منه لسماع كلماته النادرة. فحين لا نوفق إلى ذلك، نبحث فيما كتبه من مقالات وتقارير، وأشعار وقصائد، في غاية الروعة.

وهو بالمناسبة عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين منذ أوائل 1981، وعضو في اتحاد الصحافيين الفلسطينيين، حاز على المرتبة الثالثة بمهرجان الأدب الأول في الأرض المحتلة. وصدر له ديوان شعري عام 1989 باسم "الفجر والقضبان"، وديوان شعري آخر بعنوان "رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال". كما شارك في تحرير مجلة "إبداع نفحة" عام 1988 وكذا المجلة الثانية "صدى نفحة" التي تأسس عام 1989.

محمود الثائر والأسير والشاعر والصديق رحل عنا في الثلاثين من آيار/مايو 2012 بعد صراع مع المرض.

محمود، يا صديقي، كنت نموذجاً لكل من عرفك، في حياتك وشهيدا خالداً في مماتك، وستبقى قنديلاً لا ينطفئ نوره بعد الرحيل. ليس فقط لرفاقك في الجبهة الشعبية، وانما لكل من عرفك وسمع عنك، أو قرأ سيرتك وقصائدك واشعارك.

محمود الغرباوي، غابت شمسك عن حياتنا ليبزغ نجمك في أعماق قلوبنا.

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق