قناة الكوفية الفضائية

مجلة طبية عالمية: أعداد شهداء غزة يفوق المُعلن بكثير

11 مايو 2025 - 15:51

كشفت مجلة إيكونوميست البريطانية في دراسة حديثة أجرتها مجلة لانسيت الطبية، أن عدد الشهداء في قطاع غزة خلال الحرب الإبادة الجماعية، "قد يكون أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة".

وحتى تاريخ اليوم 11 مايو/ أيار، أفادت وزارة الصحة أن 52 ألفًا و829 شهيدًا، خلال الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

وتشير الدراسة إلى أنه "رغم وجود شكوك حول دقة هذه الأرقام، نظرا لاحتمال وجود دوافع سياسية لتضخيم خسائر المدنيين"، إلا أن التجارب السابقة تبين أن تقديرات الأمم المتحدة و "إسرائيل" لما بعد انتهاء الحروب غالبا ما كانت تتطابق مع التقديرات التي تم إجراؤها أثناء الحرب.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن وزارة الصحة في غزة "لا تميز بين المدنيين وعناصر المقاومة في إحصاءاتها لعدد الشهداء".

وادَّعت سلطات الاحتلال في يناير/كانون الثاني أن نحو 20 ألفا من الشهداء هم من "المقاومة الفلسطينية".

ورغم أن التعداد اليومي الدقيق للقتلى أمر غير معتاد في النزاعات المسلحة، ولا يوجد مثيل له حتى في حروب كبرى كالحرب في أوكرانيا، فقد استمرت صحة غزة في إصدار بيانات تفصيلية عن أعداد الشهداء الفلسطينيين.

أعداد الشهداء..

وتعتمد وزارة الصحة على قائمتين رئيسيتين لتجميع أعداد الشهداء: الأولى تستند إلى بيانات المستشفيات، والثانية إلى استبيانات عبر الإنترنت تُبلّغ فيها العائلات عن فقدان ذويها، إضافة إلى بيانات لأشخاص استشهدوا دون معرفة هويتهم.

وأوضحت المجلة أن الباحثين استخدموا نهجا مختلفا، حيث قارنوا بين 3 قواعد بيانات بأسماء الشهداء وأعمارهم وأحيانا أرقام هوياتهم: اثنتان من وزارة الصحة، وثالثة أعدها الباحثون باستخدام سجلات الشهداء المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضمنت فقط الأشخاص الذين استشهدوا إثر إصابات جسدية.

وخلص الباحثون من خلال تحليل التداخل بين هذه القوائم حتى 30 يونيو/حزيران 2024، إلى أن العدد الفعلي للشهداء قد يتجاوز الأرقام الرسمية بنسبة تتراوح بين 46% و107%.

وإذا تم تطبيق هذا النطاق على أحدث حصيلة معلنة، فإن عدد الشهداء قد يتراوح بين 77 ألفا و109 آلاف شهيد، أي ما يعادل حوالي 5% من سكان غزة قبل الحرب.

ويقرّ الباحثون أن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين في هذه التقديرات، إذ وجدوا أن 3952 شخصا أُدرجوا في إحدى القوائم الرسمية ثم حُذفوا لاحقا.

وبحسب الدراسة، فأنه من المحتمل أيضا أن يكون شهداء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" غير ممثلين بشكل كاف في البيانات الرسمية، إما "نتيجة لقرار سياسي لتقليل تقديرات الخسائر أو لصعوبة توثيقهم"، -على حد تعبيرهم-، وبالتالي قد يكون عدد الشهداء أعلى من المذكور في القوائم.

وفي سياق متصل، أوضحت المجلة أن هناك أعداداً غير معروفة قد تكون بالآلاف لأشخاص استشهدوا نتيجة أسباب غير مباشرة كفشل الرعاية الطبية إثر انهيار النظام الصحي في القطاع، وهو أمر يصعب قياسه حاليا.

ودمرت حرب الإبادة التي تُعد الأطول والأكثر دموية في تاريخ القضية الفلسطينية، العديد من المؤسسات التي توثق الخسائر البشرية، مثل المستشفيات، مما يجعل أي إحصاء نهائي دقيق لما جرى مسألة بعيدة المنال.

Link: https://mail.alkofiya.org/post/269621