الدفاع المدني: منخفضات قادمة تهدد بكارثة إنسانية واسعة في غزة
الدفاع المدني: منخفضات قادمة تهدد بكارثة إنسانية واسعة في غزة
متابعات: حذّر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من تداعيات خطيرة قد تنجم عن تعرّض القطاع لمنخفضات جوية جديدة، مع الانهيار شبه الكامل للمنظومة الخدمية، وتدمير غالبية آليات ومعدات الدفاع المدني خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن قطاع غزة يعيش حالة كارثية غير مسبوقة، مؤكدًا أن أي منخفض جوي قادم، إذا كان أشدّ من المنخفض الأخير، سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع أعداد الضحايا، في ظل غياب الحدّ الأدنى من مقومات الاستجابة والطوارئ.
وأوضح بصل في تصريح صحفي، أن المنخفض الجوي الأخير، الذي استمر نحو 72 ساعة، كشف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، حيث ارتقى 15 مواطنًا نتيجة شدّة البرد، وتسرب مياه الأمطار إلى الخيام، وانهيار منازل مدمّرة على رؤوس ساكنيها، إضافة إلى عشرات الإصابات وتضرّر الممتلكات البسيطة للنازحين.
كارثة إنسانية
وتساءل: "إذا كان هذا ما حدث خلال منخفض جوي عادي، فكيف سيكون الحال إذا تعرّض القطاع لمنخفض أشد، مع انخفاض أكبر في درجات الحرارة، ورياح تتجاوز سرعتها 70 كيلومترًا في الساعة، وهطولات مطرية غزيرة؟"، محذّرًا من أن ذلك قد يقود إلى "كارثة إنسانية شاملة وسيناريوهات موت جماعي".
وأشار إلى أن سكان القطاع، الذين انتظروا شهورًا لوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم، باتوا اليوم يواجهون سياسة موت من نوع آخر، حيث يحصدهم البرد والغرق وانهيار الخيام، وهو أمر مرفوض إنسانيًا وأخلاقيًا.
وأكد بصل أن المنظومة الخدمية في قطاع غزة منهارة بالكامل، وأن الدفاع المدني غير قادر على تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات بسبب النقص الحاد في الإمكانيات.
وأضاف: "نحن كجهاز خدمي تضررنا بشكل مباشر، ونحتاج إلى دعم عاجل، فماذا يمكن أن نقدّم للمواطنين ونحن نفتقر إلى المعدات والآليات والوقود ووسائل الحماية؟".
وبيّن أن الدفاع المدني كان يمتلك قبل الحرب نحو 70 آلية، دمّر الاحتلال الإسرائيلي 90% منها بشكل متعمّد، ولم يتبقَّ سوى عدد محدود لا يلبّي حجم الاحتياج الهائل.
ولفت إلى أن الاستهداف لم يقتصر على المعدات فقط، بل شمل الطواقم والمقار، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
حلول مؤقتة
وخلال المنخفض الجوي الأخير، تلقّى الدفاع المدني أكثر من 4000 نداء استغاثة، تتعلق بانهيار مبانٍ، وغرق خيام، ودخول المياه إلى مراكز الإيواء بارتفاع وصل إلى متر كامل، دون القدرة على الاستجابة الفاعلة.
وأشار بصل إلى أن الطواقم حاولت تقديم ما أمكن من حلول مؤقتة، إلا أن حجم الكارثة يفوق الإمكانيات المتاحة.
وفي ختام حديثه، ناشد بصل المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لإنهاء معاناة سكان قطاع غزة، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، ووقف سياسة الخيام التي لم تعد صالحة للحياة، محذّرًا من أن القادم سيكون أسوأ بكثير إذا استمرّ الصمت والتقاعس الدولي.