اليوم الاربعاء 30 إبريل 2025م
عاجل
  • قصف مدفعيّ اسرائيلي يستهدف شمال بلدة الفخاري شرقي خان يونس
قصف لا يهدأ.. المحافظة الوسطى تواجه موجة عنف جديدةالكوفية دي كلاسيفيد يكشف عن أدالة جديدة تؤكد تواطؤ بريطانيا في إبادة غزةالكوفية نقابات عمال فلسطين: 507 آلاف عاطل عن العمل في فلسطينالكوفية قصف مدفعيّ اسرائيلي يستهدف شمال بلدة الفخاري شرقي خان يونسالكوفية الجامعة العربية تدين إغلاق سلطات الاحتلال صندوق ووقفية القدسالكوفية هآرتس: ضباط وجنود إسرائيليون كثر يرفضون توسيع العملية البرية بغزةالكوفية استشهاد الشاب محمد معين المبيض بنيران مسيرة إسرائيلية في شارع النزاز بحي الشجاعيةالكوفية إسرائيل تناشد الدول المجاورة لمساعدتها في اطفاء الحرائقالكوفية إدارة ترامب تستهدف المنظمات الحقوقية والإغاثية بحملة غير مسبوقةالكوفية اجتياح متواصل.. الاحتلال يوسّع رقعة الدم والدمار في جنين وطولكرمالكوفية غزة تحترق.. كثافة غير مسبوقة من القصف والنسفالكوفية البيوت تتهاوى والقلب ينزف.. قصف مكثف على غزةالكوفية نقابة الصحفيين تكشف الكارثة.. جرائم غير مسبوقة بحق صحفيي غزةالكوفية مدن ومخيمات شمال الضفة تحت نيران الاحتلال.. الكوفية ترصد التفاصيلالكوفية غزة بلا مياه وغذاء وعلاج.. ماذا ينتظر العالم لوقف الإبادة الجماعية؟الكوفية 3 شهداء جراء قصف الاحتلال منطقة قيزان النجار جنوب خان يونسالكوفية شهداء وقصف مدفعي وغارات عنيفة.. ماذا يحدث في شمال قطاع غزة؟الكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال مناطق متفرقة في قطاع غزةالكوفية انفجار هائل في خان يونس جنوب قطاع غزة.. الكوفية ترصد التفاصيلالكوفية أدلة جديدة تثبت ارتكاب الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية في غزةالكوفية

حفنة المشككين بالتلميح

21:21 - 08 سبتمبر - 2021
عدلي صادق
الكوفية:

سُمعت من حفنة ضئيلة،  تلميحات من جنس التشكيك في العمل الإعجازي المدهش، الذي قام به الأسرى الوطنيون الشجعان، الذين فروا من سجن جلبوع. فقد بدأ البعض المأزوم في التلميح السلبي، مستفيداً من الأسئلة الكبيرة، التي تركها الفارون وراءهم بدون إجابات، وفي صدارتها السؤال:"أين ذهب الرمل؟".

فإن كان الرمل، قد ذهب كفاً كفاً، الى أوعية القمامة، أو كان هناك سجانون ساعدوا على التخلص منه، فلا شيء يؤثر على حقيقة أن الشباب أنجزوا عملاً باهراً. وإن كان الفيلم السينمائي الذي انتجته هوليود بعنوان "الخلاص من شاوشانك" سيؤخد كمقاربة في تحليل الواقعة؛ فأقصى ما يستطيع أصحاب التلميحات المشككة استنتاجه، سيُحسب للأسرى وليس عليهم، بافتراض أن هناك من السجانين، من تعاونوا معهم. ففي حال مطابقة هذا الإفتراض للواقع، فإنه يمثل براعةً وجسارةً معطوفتين على الشباب الذين حرروا أنفسهم. في الفيلم السينمائي، كان السجين آندي ديفرين، قد تمكن من الهرب عبر نفق استمر في الحفر تسع عشرة سنة، وتأسست خلال تلك السنين الطويلة، علاقة تعاون، في حدود المكان، بين آندي وهادلي رئيس الحراس، ونورتون آمر السجن. لكن تلك العلاقة لم تتعد حدود المكان فوق سطح الأرض، ولم تتوغل في نفق، ولو كانت قد توغلت؛ لتطورت آلة الحفر، من مطرقة صخرية عند آندي، ومن ملعقة صدئة عند أسرانا الستة، الى إزميل من حديد!

عند الخروج من فتحة النفق، يبدأ الخطر الذي لا يخمده تواطؤ السجانين. وإن كان السجانون والحراس والجيش الذي في المحيط، قد تواطـأ مع الفارين، فهذه بُشرى كاذبة عن أمنية محببة لكنها مستحيلة. بخلاف ذلك، ما الهدف الذي يحققه المحتلون، عندما يصنعوا للفلسطينيين بطولة كاذبة افتراضاً. فقد تجاوز المحتلون مرحلة اللجوء للتحايل، لا سيما بعد أن اخترعوا لأنفسهم،  حفنة لا بأس بها من الفلسطينيين الضالين، منهم من يصادق المستوطنين، ومنهم من يثابر على التنسيق الأمني معهم. أما في حال العدوان، فإن هؤلاء المحتلين يقتلون علناً، وينفذون إعدامات ميدانية على مرأى من العابرين في الشوارع!

كان من بين السياقات السخيفة، التي سُمعت، القول إن رواية الفرار إسرائيلية محضة، ويصح الإفتراض بأن المحتلين أعدموا الأسرى الستة، فمن يلمّح بذلك، يريد القول إن ما فعله الأسرى الستة مستحيل، وبالتالي فإن المحتلين يمكن أن يكونوا قرروا إخفاءهم الى الأبد، ما لم يظهر الأسرى الذين حرروا أنفسهم، على الملأ، بالصوت والصورة. ويدحض هذا الإفتراض، كون طبائع المحتلين، تجعل قتل مئتي طفل في يوم واحد، أسهل بكثير من أن يصنعوا لأنفسهم خيبة بهذا الحجم، لكي يحققوا هدفاً ليسوا في حاجة اليه!

غاب عن البعض، أن المحللين الأشد تطرفاً وغروراً في إسرائيل، هم الذين لجأوا الى التلميح بأن أموراً أخرى، مسكوتاً عنها، ساعدت على الفرار.  وجوهر هذه الفكرة، أن منظومة الأمن الإسرائيلية، مُحكمة تماماً وغير عرضة للإختراق. وإن حدث إختراق يكون هناك خيانة. وحتى على مستوى هذه الفكرة، فإن مسطرة القياس، تقرر أن الفلسكيني ينجح، عندما يخون الإسرائيلي والعكس صحيح!

لكن للقلة الضئيلة التي تشكك، مذاهب أخرى.  فهي أولاً من نوع الناس التي حسمت أمرها على الرضوخ وباتت تتبرم من الشجاعة، وكلما ظهر فتى غاضباً، يحمل سكيناً، أو يضرب وهو يعرف أنه سوف يُقتل، سواء أصاب أو لم يُصب؛ تتحسس هذه الفئة رؤوسها وتتشاءم، ليس تأسياً على الفتى، وإنما تحسساً لضآلة النفس، وخواء الروح، وتشبعاً بفكرة اللا جدوى!

كم هي محرجة وضاغطة مبادرات الناهضين، بالنسبة لحفنة القاعدين. في بدايات إنتفاضة الأقصى، كان مروان البرغوثي ناهضاً، ينتقل من موضع الى آخر، وتتقصاه كاميرات التلفزة. آنذاك، أحس القاعدون بالحرج، وتحسسوا جيوب معاطفهم التي فيها بطاقات الشخصيات المهمة جداً. لم يلتزموا الصمت وكفى، بل ثرثروا ضد مروان، وبلغت الوقاحة بهم أن يتحدثوا عن عملية تلميع للرجل. وظل مروان معرضاً لمقولة التلميع، حتى وهو يَمْثل أمام المحكمة وتُتلى عليه لائحة الإتهام الطويلة. ولما نطق قاضي الإحتلال، بحكم المؤبدات المتعاقبة، إنزوى القاعدون، ثم عادوا بعد حين،  لكي يتتبعوا تفصيلات نشاط الأسير في السجن. فكلما كان مروان يقود إضراباً، كان الذين يحسدونه على زنزانته، يشككون في مقاصد القائد الوطني. فهكذا هم!

الأسرى الستة الذين فروا، لا يزالون في حال الفرار والإنتشار. فقد سجلوا مأثرتهم وفيها براءة إختراع مهم، سواء عاشوا أو ارتقوا الى علييْن.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق