الكوفية:أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن جنين، مدينةً ومخيماً ومحيطاً، تخوض منذ مئة يوم معركة وجودية في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، تحت وطأة دمار منهجي، وحصار إعلامي محكم، وتهجير قسري جماعي، يرسم ملامح مشروع تطهير عرقي يتخفى خلف ستار الصمت الدولي المتواطئ.
واضاف القيادي الفتحاوي: "ما يحدث في جنين هو عملية إبادة منظمة ضد الحياة ذاتها؛ أكثر من 600 منزل في المحافظة سوي بالأرض، ومئات أخرى نُكّست حتى باتت أنقاضاً لا تصلح للسكن، مما أجبر 21 ألف فلسطيني وفلسطينية على خوض تجربة الاقتلاع القسري من جذورهم في مشهد يعيد للأذهان فصول النكبة."
وأضاف دلياني: "حين تتحول الديار إلى سجون محاطة بالبوابات الحديدية، وتغدو المساجد ساحة تدنيس بأقدام جنود الاحتلال، ندرك أن الاحتلال لا يكتفي بقتل الإنسان بل يسعى لتحطيم روحه وهويته، في تحدٍ سافر لكل القيم الإنسانية والقانونية التي أنتجها الضمير البشري عبر القرون."
وتابع دلياني: "الهدم المُنظم للاقتصاد المحلي، من تدمير بسطات الخضار في يعبد إلى إبادة عشرات الدونمات الزراعية في الجلمة، يؤكد أن الاحتلال يشن حرب إبادة اقتصادية وثقافية تهدف إلى قتل إمكانية الحياة ذاتها."
وشدد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن "الروح الوطنية الفلسطينية، المتجذرة عميقًا في إدراكها لحتمية النضال بين الحرية والاستعمار، ستظل قادرة على تحويل الألم إلى إرادة، والدمار إلى عناد، لتكتب فصول بقاءها بأحرفٍ لا يمحوها الزمن ولا يلغيها بطش الاحتلال."