الكوفية: بعيدا عن "الضجيج" الذي صاحب تعديل القانون الأساسي نحو تعيين نائب للرئيس الفلسطيني (منظمة ودولة)، فهي كانت خطوة ضرورية لا بد منها، لتنشيط مؤسسة أصيبت بكهولة زمنية وسياسية، وفتحت بابا لإصلاح علاقات أصابها خلل كبير مع دولة شقيقة، كان لها أن تترك آثارا "سامة" على المستقبل الوطني، مضافا لما وصل إليه خرابا بعد نكبة 7 أكتوبر "التاريخية".
تعيين نائب رئيس مقدمة لحراك المؤسسة المحكومة برغبة الرئيس عباس وقدرته الشخصية، ما أفقدها كثيرا من "دورها" وهيبتها الشعبية – السياسية، استغلتها قوى التهويد من جهة، وقوى البديل الموازي خادمة المشروع البديل من جهة أخرى، بعيدا عن المسميات والشعارات الكاذبة، التي رافقتها منذ أن تم إطلاقها قاطرة للتدمير الكياني.
وجاء اجتماع تنفيذية منظمة التحرير يوم السبت 3 مايو 2025، وانتخاب أمين سر جديد، ليكشف عن صحوة نسبية حول ما يجب أن يكون، مواجهة لمستقبل هو الأكثر سوادا سياسيا منذ ما بعد النكبة الأولى، عدما قامت حركة حماس بتقديم خدمتها الكبرى لدولة العدو بالمضي لتحقيق مشروعها الاحلالي في الضفة والقدس وقطاع غزة، عبر بوابة أكتوبر 2023.
بعد سنوات من "سكون سياسي" قررت تنفيذية منظمة التحرير تشكيل لجان عمل لتطوير دوائر المنظمة وتفعيلها، وفقا لمتطلبات القادم السياسي، مترافقا مع البدء بفتح حوار وطني سياسي.
وكي لا تصبح القرارات جانب من "الإعلان الدعائي" للتغييرات التنظيمية، وحماية لما يمكن حمايته، من الضروري جدا، أن تنطلق حركة تفعيل اللجنة التنفيذية ذاتها، لتصبح هي صاحبة القرار السياسي، بكل مكوناته، بما فيها بحث تشكيل حكومة فلسطينية تتوافق والرؤية الجديدة، وأن تعيد الاعتبار لدور دوائر المنظمة التي اختفت غالبيتها من الحضور، بل أن غالبها لا يمثل تأثيرا في المسار الوطني.
إعادة الاعتبار لمكانة تنفيذية منظمة التحرير تفعيلا لها ودوائرها، يجب أن يرتبط موضوعيا، بالدفع نحو إعلان دولة فلسطين، باعتباره الهدف المركزي في الفترة القادمة، ما يستوجب التفكير العملي بوضع رؤية تشكيل "برلمان دولة فلسطين"، لسد الفراغ القانوني، وربما يلعب المجلس المركزي دورا في تشكيل برلمان دولة فلسطين المؤقت، سواء أن يكلف بذلك أو يبحث تشكيلا جديد مشتقا، مع تطوير مضاف.
تفعيل تنفيذية منظمة التحرير لا يستقيم دون وضع المهام الوطنية العامة على جدول الأعمال اليومية، وتوضيح دورها السياسي مع حكومة قائمة، وذلك إلى حين تشكيل حكومة دولة فلسطين، والتي تصبح حينها حكومة كل الشعب وليس جزءا من الشعب.
تفعيل دوائر منظمة التحرير، لا يقف عند حركية الدوام وتسجيل غياب وحضور، بل كيفية العمل لمواجهة المشاريع البديلة، التي تطل برأسها من عاصمة عربية، رعاية وتمويلا، مستفيدة من صمت الرسمية الفلسطينية أو ارتعاشها، أو سكونها السياسي أو مجموع ذلك، ولم يعد هناك سرا.
تفعيل منظمة التحرير دوائر وقيادة، لا يقف عند حدود قرار، بل إعادة روح دورها القيادي في مختلف مناطق الوجود الفلسطيني، إلى حين إعلان دولة فلسطين، لتكون دولة الشعب في مختلف أماكن تواجده.
ولعل العبارة التي أشارت لها تنفيذية المنظمة حول الاستعداد لإطلاق حوار وطني تستحق أن تكون عنوانا مركزيا، ليس لأهميتها السياسية فحسب، بل لما يجب أن يكون مضمون الحوار المفترض، كي لا يصبح نسخا مملة لتجارب سابقة، واعتبار "الفصائل" التي أصيب بانهيارات كبرى، وكأنها ذات الفعل والتفعيل، ولذا أي حوار جديد يجب أن يكون قاعدته التغيير الكبير في التوازن السياسي، وفقا للتطورات بعيدا عن الشعارات الفارغة القديمة.
تطوير أداة الفعل السياسي لتجاوز "قوالب السكون السياسي"، نحو تعزيز الكيانية الوطنية في مواجهة مشاريع البديل، تهويدية أو مسميات أخرى تخدم ذات الهدف الاحلالي..هو فعل الضرورة الفاصلة.
ملاحظة: حسنا فعلت تركيا بعدم سماحها بأن تمر طيارة الفاشي نتلر من جوها وهو رايح أذربيجان..الرحلة التغت..خطوة صفعت زوج سارة..يا ريت تزيد خطوات الصفع يمكن تنتقم شوي لأهل غزة..
تنويه خاص: حماس كل ما تفلس بتشكل مسمى ترهيب جديد..أخر مظاهرها وحدات السهم..قال عشان تحمي المساعدات..وكل قطاع غزة والمسيرات عارفة من الحرامي الحقيقي..فبلاش أفلمة هبلة..