اليوم السبت 26 إبريل 2025م
الأمم المتحدة: على إسرائيل وقف عرقلة جهودنا لإيصال الغذاء إلى المدنيين بغزةالكوفية وسائل إعلام يمنية: عدوان أمريكي يستهدف بغارتين ميناء رأس عيسى بمديرية الصليفالكوفية جيش الاحتلال يزعم اعتراض صاروخ أطلق من اليمنالكوفية مئات الموريتانيين يتظاهرون رفضا لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزةالكوفية مظاهرات في مدينة "مونتريال" الكندية نصرة لفلسطين وتنديدا بحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تنفذ حملة اعتقالات خلال اقتحام بلدة دير سامت غرب دورا جنوبي الخليلالكوفية قوات الاحتلال تعتقل 3 مواطنين خلال اقتحام بلدة إذنا غربي الخليلالكوفية قصف مدفعي بالتزامن مع عمليات نسف ينفذها جيش الاحتلال في المناطق الشرقية لمدينة غزةالكوفية آليات الاحتلال تطلق النار باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل الشاب "إسلام خديش أبو نادر" عقب مداهمة منزله خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة عناتا في القدس المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عناتا في القدس المحتلة وتُوقف المركبات وتُخضعها لتفتيش دقيقالكوفية الاحتلال يقتحم ضاحية اكتابا بطولكرمالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة نابلسالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة بيت أمر شمالي الخليلالكوفية الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة عرابة جنوب غرب مدينة جنينالكوفية الاحتلال يقتحم قرية سالم شرقي نابلسالكوفية

شبيبة الثمانينات وحصاد الخيبات

18:18 - 24 فبراير - 2020
د. هشام عبد الرحمن
الكوفية:

حين قررت أكتب مقالي هذا عن شبيبة الثمانينات الذي أتشرف بأني كنت أحد أفرادها الأوائل، كانت فكرة المقال عندي مختلفة، لم أتطرق لمرحلة التأسيس وكيفيتها ومن هم المؤسسين، بل سأتحدث عن مرحلة مفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني المناضل والمكافح .

فلهذا الجيل بصمات واضحة وضوح الشمس على مسيرة النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فقد كنا في الثمانينات بانتظار دائم للمعركة، رغم أن جيلنا لم يولد من رحم الهزيمة ولم يلدها، إلا أنه شعر أن الهزيمة هزيمته، وأبدع أشكالا جديدة للمقاومة والثورة، نحن الذين اعتقدنا بأننا جيل التغيير والتحرير، جيل الوعي الثوري القادر على تغيير المعادلات لصالح الوطن , نحن الذين آمنا لسنين طويلة أن الحدود مجرد وهم، وأننا ما إن نكبر حتى نرى فلسطين حرة عربية، نحن الجيل الذي وقف في منتصف الأشياء، في منتصف الحلم، في منتصف التطور، في منتصف التقاليد، في منتصف الحداثة، في منتصف التكنولوجيا، نحن الذين نبحث اليوم عما تبقى منا من الأمس، نحن الذين لا زلنا نتوق إلى التغيير ونحلم به رغم تتابع الخيبات، كأنما جبلنا على الحلم والأمل.

هذا الجيل شهد تأسيس العديد من الجامعات في قطاع غزة، حيث تميزت تلك المرحلة بحضور بارز لجبهة العمل الطلابي التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك تأسيس حركة الشبيبة الطلابية وشبيبة العمل الاجتماعي التي كانت البذرة، التي ولدت من رحم الثورة وقادت الانتفاضة والسلطة، وقادت مرحلة المد الوطني والثوري فيها بعد تراجع العمل العسكري لمنظمة التحرير بعد حرب بيروت وخروجها من لبنان إلى الشتات البعيد عن الوطن بقرار من القيادة الفلسطينية، وبتفعيل المعركة داخل الأرض المحتلة خاصة بعد اتفاق الإفراج عن أسرى المؤبدات وخروجهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة مما شكل إضافة نوعية للعمل الوطني والطلابي.

جيل شبيبة الثمانينات أنتج ثورة الحجارة وأدخل مصطلح الانتفاضة للقاموس النضالي العالمي من أوسع أبوابه، جيل حول السجون والمعتقلات إلى قلاع ثورية وأكاديميات تخرج أفواجا من المقاتلين والثوار، جيل ثورة السكاكين في ساحات غزة والضفة الغربية، كما أن هذا الجيل المناضل كان له الدور الأبرز في ولادة الجهاد الاسلامي ومن بعدها حماس .

فقد كانت فترة الثمانينات فترة مشتعلة بالعمل النضالي المتصاعد وصولا للانتفاضة وعودة منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة السلطة الوطنية على التراب الوطني الفلسطيني، كنواة للدولة الفلسطينية المستقلة، ذاك الحلم الذى ضاع بغباء قيادات المرحلة، وبفعل السيطرة العسكرية لحماس على قطاع غزة وفصلها عن باقي أراضى السلطة الوطنية، جيل قدم الكثير من التضحيات فماذا حصد سوى بعض الخيبات، وطفرة بعض القيادات، وانقسام الوطن واغتصاب القيم واعتقال المناضلين؟!

جيل عاصر زمن سقوط القدوات واختلاط المفاهيم وارتجاج العقائد، نحن جيل شبيبة الثمانينات الذين اعتقدنا أننا فهمنا كل شيء لنستيقظ ذات يوم مكتشفين أننا لم نفهم شيئًا في لعبة السياسة والحياة .

جيل شبيبة الثمانينات هو الجيل الذي استطاع أن يعاصر أصالة ورُقي الماضي في أواخر عهوده، وأن يكمل بعد ذلك مسيرة التطور التكنولوجي والمعلوماتي الهائل في السنوات القلائل التي تلت ذلك، واستطاع أن يرى أمام عينيه كل الأشياء كبيرها وصغيرها، وهي تأخذ في التطور والتحور عما ألف واعتاد، وكل الأشياء تتغير وتتبدل أمام عينيه، ومن المؤسف أن هذا الجيل اليوم قد شاخ وهو يواجه مواقف صعبة مريرة تصطدم مع معتقداته وقيمه الوطنية لكنه لا يملك القرا، جيل هضم حقه وتم سلب دوره لحساب شخصيات متنفذة هنا وهناك,،بل تم محاربته ومحاصرته وظل بعيدا عن دائرة صنع القرار .

جيل شبيبة الثمانينات، جيلنا نحن الذين أصبنا بالخيبات وعاصرنا الثورات والثورات المضادة ورأينا أبناءنا وفلذات أكبادنا يرمون بأنفسهم في البحار هربًا إلى المجهول من جحيم الحروب وظلم ذوى القربي على ضفتي الوطن، فماذا ننتظر ولماذا السكوت، ونحن نعلم أن الساكت عن الحق شيطانا أخرس، وأن العمر واحد وأن الله لا يسمع من ساكت، وأن كلمة الحق يجب أن تقال، وأن الوطن ليس ملكاً لأحد بل إنه وطن الجميع ويتسع للجميع، نحن نستحق وطناً يليق بنا وبأحلامنا واولادنا ومناضلينا، وعلى أرض فلسطين مايستحق الحياة .

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق