اليوم الخميس 01 مايو 2025م
عاجل
  • الصحة بغزة: 18 شهيداً و77 جريحاً بعدوان الاحتلال خلال 24 ساعة
الصحة بغزة: 18 شهيداً و77 جريحاً بعدوان الاحتلال خلال 24 ساعةالكوفية شهيدان وعدد من الإصابات جراء استهداف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين جنوبي مدينة دير البلحالكوفية في عيد العمال.. دلياني يحث النقابات العالمية على تصعيد المواجهة مع منظومة الإبادة والاستعمار الاقتصادي الاسرائيليةالكوفية 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال منزلا بمنطقة المخيم الغربي غربي خانيونسالكوفية استطلاع: معظم الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل دولتهمالكوفية الحرائق في جبال القدس تتوسع وإجلاء آلاف المستوطنينالكوفية وصول شهيد إلى مستشفى المعمداني باستهداف إسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية 8 شهداء في قصف إسرائيلي على رفح وبيت لاهياالكوفية وصول 3 شهداء جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية منزلًا في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزةالكوفية مستوطنون يعتدون على ممتلكات مواطنين في الأغوار ويسرقون عشرات رؤوس الماشيةالكوفية أبرز عناوين الصحف الفلسطينيةالكوفية الطقس: أجواء ربيعية وانخفاض ملموس على درجات الحرارةالكوفية لليوم الـ101 على التوالي.. الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمهاالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ95 على التواليالكوفية عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية في باحاتهالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تشن غارة على غرب خان يونس.الكوفية إعلام الاحتلال: 155 فريق إطفاء لا يزالون يعملون على إطفاء بؤر حرائق القدس ولم يتم السيطرة عليها حتى الآنالكوفية الكويت تؤكد أمام "العدل الدولية" ارتكاب "إسرائيل" جرائم ضد الإنسانيةالكوفية قوات الاحتلال تواصل محاولة إخماد النيران الكبيرة بين القدس المحتلة و"تل أبيب"الكوفية معاريف عن الرئيس الإسرائيلي: إيران هي التهديد الأول لإسرائيل وسعيها لامتلاك القنبلة النووية تهديد وجودي لناالكوفية

لروح الصادق المهدي الرحمة والغفران

17:17 - 26 نوفمبر - 2020
الكوفية:

غيّب الموت الحق، الصادق المهدي، أحد أنبل الرموز الفكرية والسياسية والاجتماعية في السودان الشقيق، وواحد من المنافحين عن عروبة بلاده وإسلاميتها. هو زعيم حزب الأمة، وإمام أنصار الدعوة المهدية، وواحد من أعز أصدقاء الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذين وقفوا يناصرونه في كل المحطات، بكل الثبات والشجاعة، سواء كان في السلطة أو في المنفى، أو في السجن. فحيثما يكون الصادق المهدي، يعلو صوته دفاعاً عن فلسطين وثورتها وقضيتها. وقبل أسابيع قليلة، ظهر الرجل، في طليعة الأحرار المتشبثين بثوابت الأمة،  يجدد العهد مع فلسطين، رافضاً الضغوط لإجبار السودان على التطبيع مع إسرائيل.

الصادق المهدي، سليل الأسرة المهدية التي شكلت كابوساً لقوات الإستعمار البريطاني للسودان، منذ أواخر القرن التاسع عشر، حتى استقلال السودان في منتصف خمسينيات القرن العشرين. فعلى مدى عقود طويلة، قاومت الحركة المهدية، دسائس المستعمر ومحاولته استغلال الزعامات الدينية ذات التأثير الشعبي الواسع، وتمسكت بحرية السودان واستقلاله. واسترشاداً بذلك التراث، رسم  الصادق المهدي خط المسار، منذ شبابه اليافع،  ولكي ؤدي رسالته أدرك ضرورة الأخذ بالعلم الحديث دون أن يفارق ثقافته العربية الإسلامية، ومر بمراحل عدة من التعليم الراقي في جامعات الغرب، درس خلالها الإقتصاد والسياسة والفلسفة ثم الزراعة. غير أن الرجل، ركز على العمل الحزبي والسياسي، وتقلد للمرة الأولى منصب رئيس الوزراء وهو في سن الحادية والثلاثين، ديموقراطياً وبعد انتخابات عامة، وبعد عشرين سنة عاد الى منصب رئيس الوزراء في انتخابات أخرى عامة، وقد أطيح به في المرتين، وكانت الثانية بانقلاب عمر البشير في العام في 30 يونيو 1989. وبين الفترتين اللتين ترأس فيهما الحكومة السودانية، تعرض للسجن والنفي القسري والصراعات، دون أن تتغير إحداثيات بوصلته وقناعاته.

كان الصادق المهدي رجلاً وفياً في علاقاته بالحركة الوطنية الفلسطينية، ويمكن أن نذكر له الكثير من المواقف والمداخلات، وكان الرجل، وهو صاحب زعامة دينية وسياسية،  يستخدم اللغة نفسها التي تستخدمها الثورة الفلسطينية، ولا يتردد في التنويه الى أن انهيار الإتحاد السوفياتي كان أهم سبب للعربدة الأمريكية في العالم.

المرحوم الصادق المهدي، كتب في إبريل العام 2002 مناشدة للفعاليات الوازنة في العالمين العربي والإسلامي، شرح فيها التداعيات التي أدت الى تفجر انتفاضة الأقصى، واسبالقول:  لا شك أنكم تتابعون تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اندلاع  الانتفاضة الأخيرة، وما أدت اليه من مبادرات سلام عربية، قوبلت بصلف ومجازر صهيونية، حتى بات السبيل الوحيد المتبقي، هو خط عربي جديد، يؤدي إلى فعل صائب، يتجنب العودة للحوار العقيم.. ". ثم يستطرد لافتاً الى أن "حزب الأمة السوداني، بصفته أكبر كيان شعبي في أحد أكثر الشعوب العربية اهتماما بالقضية الفلسطينية ومناصرة لها، يبادر بمخاطبتكم مقدِماً رؤيته، ومقترحاً مداولة الرأي والرأي الآخر بين كافة الكيانات العربية وصولاً للرؤية الإستراتيجية العربية الموحدة المنشودة".

وفي ذلك النداء أيضاً،  يطرح الصادق المهدي مقاربته منوّها الى المتطلبات الإستراتيجية التي يحتاجها العرب، ومن بين ما كتب:" كان غياب توازن القوى الدولية بسقوط الاتحاد السوفيتي على حساب العرب، يفتح طريق المصالح الغربية إلى نفط بحر قزوين، ومن ثم النيل من وزن النفط العربي استراتيجياً. كما أن توتر العلاقات العربية التركية لا سيما مع سوريا، أسهم في توثيق علاقات تركيا بإسرائيل، على حساب الأمن القومي العربي".

ثم جاء الصادق المهدي في النداء، على مقاربة التسوية المخادعة، فكتب بالحرف:" كانت اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية (13 سبتمبر 1993م) حلقة من حلقات التسويات التي فرضها اختلال توازن القوى. ولكن استقبالها في الأوساط الشعبية كان سلبياً. وتلك سلبية عبر عنها نزار قباني بقوله:

جوعوا أطفالنا خمسين عاما، ورموا في آخر الصوم إلينا بصلة !!ويختم قائلاً:"إن هذه المشاعر هي التي حركت قواعد شعبية عربية وإسلامية في اتجاه الرفض، ونفس العوامل طمّعت اليمين الإسرائيلي في اتجاه حرمان الفلسطينيين حتى من "البصلة".

ترجل الصادق المهدي، بعد حياة زاخرة بالأحداث الجسام، تخللتها مواقف تليق به. فلروحه الرحمة والغفران والسلام.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق