ستوكهولم - أفاد معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، في تقرير له اليوم الإثنين، بأن الإنفاق العسكري العالمي في العام 2024 قد شهد أكبر زيادة له منذ نهاية الحرب الباردة، ليصل إلى 2.7 تريليون دولار أميركي.
وأشار "سيبري" إلى أن الإنفاق العسكري العالمي شهد زيادة ملحوظة في أوروبا والشرق الأوسط. وارتفع بنسبة 9.4% في عام 2024؛ وهو العام العاشر على التوالي من الزيادة، مقارنة بعام 2023.
ونوه إلى أن أكثر من 100 دولة زادت ميزانياتها الدفاعية خلال العام الماضي. مُعللًا ذلك بأنه "يعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة".
"إسرائيل" تتصدر المشهد..
ووفقًا لتقرير "سيبري"، فإن الإنفاق العسكري للاحتلال الإسرائيلي، في عام 2024، ارتفع بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهذه أكبر زيادة منذ حرب عام 1967.
في المقابل، انخفض إنفاق إيران بنسبة 10% ليصل إلى 7.9 مليارات دولار في عام 2024، "رغم انخراطها في النزاعات الإقليمية"، بحسب سيبري، لأن "تأثير العقوبات حد بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق".
وبعد الولايات المتحدة، تأتي الصين في المرتبة الثانية وهي تستثمر في تحديث قواتها المسلحة وتوسيع قدراتها في مجال الحرب السيبرانية وترسانتها النووية.
وذكر التقرير أن الصين الآن تستحوذ على نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا. وفي عام 2024، زادت ميزانيتها العسكرية بنسبة 7% لتصل إلى 314 مليار دولار.
وأوضح الباحث في برنامج "الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة" في معهد "سيبري"، شياو ليانغ: "رأينا العديد من الدول الأوروبية تخفض بنودا أخرى في الميزانية، مثل المساعدات الدولية، من أجل تمويل الزيادة في الموارد المخصصة للجيش، أو التفكير في زيادة الضرائب أو الاستدانة".
وذكر "ليانغ" أن الفاتورة الباهظة سيكون لها "تأثير اجتماعي واقتصادي وسياسي عميق؛ إذ سيتعين على البلدان إجراء مقايضات في خياراتها المتعلقة بالميزانية".
أوروبا وروسيا الأكثر إنفاقًا..
وكانت أوروبا، بما فيها روسيا، المنطقة الأكثر إنفاقا، إذ ارتفع الإنفاق العسكري فيها بنسبة 17% ليصل إلى 693 مليار دولار.
وخصصت روسيا 149 مليار دولار لجيشها في عام 2024، بزيادة قدرها 38% على أساس سنوي، أي ضعف ما كان عليه الوضع في عام 2015.
وارتفعت الميزانية العسكرية لأوكرانيا في إطار الحرب الدائرة مع روسيا، بنسبة 2.9% لتصل إلى 64.7 مليار دولار.
وفي حين أن هذا لا يمثل سوى 43% فقط مما يعادل الموارد الروسية، فقد سجلت كييف أعلى عبء عسكري في العالم، إذ خصصت 34% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
ولفت التقرير النظر إلى أن إنفاق ألمانيا العسكري ارتفع بنسبة 28% ليصل إلى 88.5 مليار دولار. مبينًا: "للمرة الأولى منذ إعادة توحيدها، أصبحت ألمانيا أكبر مساهم في مجال الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية".
أمريكا أكبر مُنفق عسكري..
وزادت الولايات المتحدة، أكبر منفق عسكري في العالم، ميزانيتها بنسبة 5.7% في عام 2024، لتصل إلى 997 مليار دولار، ما يمثل 37% من الإنفاق العالمي و66% من إنفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وقد زادت دول حلف شمال الأطلسي الـ 32، المُنخرطة في ديناميكية إعادة تسليح في مواجهة انسحاب أميركي مُحتمل، من إنفاقها بشكل ملحوظ.
"في عام 2024، وصلت 18 من أصل الدول الـ 32 إلى هدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي المخصص للإنفاق العسكري، وهو أمر غير مسبوق منذ تأسيس الناتو"، وفقا للباحث "لياو".